الألباب جمع لب واللب كما في لسان العرب :
“( لبب ) لُبُّ كلِّ شيءٍ ولُبابُه خالِصُه وخِيارُه وقد غَلَبَ اللُّبُّ على ما يؤكل داخلُه ويُرْمى خارجُه من الثَّمر ولُبُّ الجَوْز واللَّوز ونحوهما ما في جَوْفه والجمعُ اللُّبُوبُ تقول منه أَلَبَّ الزَّرْعُ مثل أَحَبَّ إِذا دَخَلَ فيه الأُكلُ ولَبَّبَ الحَبَّ تَلْبِيباً صار له لُبٌّ ولُبُّ النَّخلةِ قَلْبُها وخالِصُ كلِّ شيءٍ لُبُّه الليث لُبُّ كلِّ شيءٍ من الثمار داخلُه الذي يُطْرَحُ خارجُه نحو لُبِّ الجَوْز واللَّوز قال ولُبُّ الرَّجُل ما جُعِل في قَلْبه من العَقْل وشيءٌ لُبابٌ خالِصٌ ابن جني هو لُبابُ قَومِه وهم لُبابُ قومهم وهي لُبابُ قَوْمها قال جرير
تُدَرِّي فوقَ مَتْنَيْها قُروناً … على بَشَرٍ وآنِسَةٌ لُبابُ “
فهو أصله وأوله وخلاصته
((فهو اتجاه قبلي نحو البداية والأصل ))
وأولي أي “أصحاب”, فأولي الألباب يعني أصحاب الألباب
فأولي الألباب هم أصحاب الاتجاه الفكري الذي يبحث في : الأسباب والمقدمات والأصول والبدايات والمثيرات والعلل.
ولا شك أن أصحاب التفكير القبلي هم من أصحاب الإستذكار والرجوع إلى مخازن الذاكرة خلوصا إلى الأصول والأسباب والبدايات.
وهو عين قوله تعالى في سورة البقرة – سورة 2 – آية 269
” يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا اولوا الالباب “
سورة إبراهيم – سورة 14 – آية 52
“هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا انما هو اله واحد وليذكر اولوا الالباب “
سورة ص – سورة 38 – آية 29
“كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب “
سورة الزمر – سورة 39 – آية 18
“الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب “
سورة الزمر – سورة 39 – آية 21
“الم تر ان الله انزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الارض ثم يخرج به زرعا مختلفا الوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما ان في ذلك لذكرى لاولي الالباب “
سورة غافر – سورة 40 – آية 54
“وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ , هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الأَلْبَابِ”
سورة الطلاق – سورة 65 – آية 10
“أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا”
أوليس الذكر للتذكر والتذاكر والاستذكار
أما عن أولي النهى
فالنهى جمع نهاية
فهم أصحاب الاتجاه الفكري الذي يبحث في النهايات من حيث النتائج والإستجابات والتأثيرات والعواقب .
سورة طه – سورة 20 – آية 54
“كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَى”
سورة طه – سورة 20 – آية 128
“أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَى “
فالتركيز قائم على النتيجة والعاقبة حيثما يكون هنالك أولي النهى
((فمن السبب إلى النتيجة )) هناك ألباب إلى نهايات.

كتبها ناجح سلهب