
يقول اسيم نصار معلقاً على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك :
ألا أونه،.. ألا دو،.. ألا تريه.. بيعت ساعتي بـ 91.000 جنيه.
وهي أغرب ساعة أنتجتها Pierre Cardin
بدأت القصة عندما رأيت منشورا نشره أحد الشباب على جروبي شكة دبوس يطلب مني المشاركة في حملة التبرعات لـ رقية
تقصيتُ الأمر فوجدته مضمونًا، وقذف الله في قلبي الرحمة لها، ولأني لا أستخدم الجروب لأي شأن كهذا الشأن، توكلت على الله على بروفايلي الشخصي
كتبت أول منشور لي هنا
ثم أصبحت في اليوم التالي وبي أرقُ أن كتابتي لا تكفي، لنشارك في الأمر بمالنا، قلت لكل الشباب في شركتي أن يخرج كل واحد منهم مما رزقه الله لرقية، وأنا سأجمع منهم المال ولا أعلم حجم نفقة أيهم، نجمع المال كله ثم نحصيه فلا نعرف ما أنفق كل واحد منا، ولم أعلم إلا بشأن أحدهم لأنه سيتبرع بأجرة الشهر كاملا..
وجمعت المال منهم ووضعته في حساب التبرع لرقية 92181 على فوري
لكن لم يكفيني ما صنعت..
كتبت منشورا آخر..
وتلاه آخر..
ثم تمخضت رأسي بفكرة..
ما هو أعز شيء لديك لا يفارقك ولا تحب مفارقته؟
الساعة
ساعتي أشهر مني، لأني لا أظهر بوجهي؛ وكل صورة أنشرها تجد ساعتي، فالشباب حفظوها وأحبوها وارتبطوا بها كما ارتبطت بها..
قلت لنفسي ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون “
هيا يا رجل..
كتبت بوست إني هاعمل مزاد على الساعة بتاعتي، وأعلى سعر يرسى عليه المزاد يستلم الساعة في فرع فوري ويتبرع بكامل ثمنها يودعه في حساب رقية، واستفتحناه بالثمن الذي دفعته فيها قبل أربع سنوات وكان 3500 جنيه، فأخذ الشباب يرفعون المزاد إلى أن..
إلى أن اتفقنا أن ثمن الساعة هو مجموع المبالغ التي تخطت عشرة آلاف جنيه في المزاد..
يعني أي حد وضع سعرا فوق 10 آلاف سيتبرع فعلا بالثمن الذي كان سيشتري به الساعة، وسنعتبر ثمنها مجموع هذه الأثمان..
فجاوزت 91.000 ببركة الله وقدرته..
قبل هذه الحادثة لم يكن عقلي يعي هذا البُعد الذي وعاه في معنى قول الله “ويُربي الصدقات”
ففقهت المعنى على هذا التجلي الكامل..
أقبلتُ على الله أريد التبرع بـ 3500 ثمن ساعة يد..
فأرباها الله إلى أضعاف ثمنها، وأضعاف ما رجوت..
وقد رجوت بفعلتي هذه ” إن تُبدوا الصدقات فنِعِما هي ” وحتى أحث الناس جميعا أن يبادروا إلى الصغيرة التي تستنقذهم من مال الله الذي أعطاهم..
ورُب درهم سبق ألف درهم..
لا تحقرن من الصدقة شيئا، ولو 10 جنيه، فقد تكون هي النواة التي يستند عليها الشفاء كله.. وقد يقبل الله منك 10 جنيه ولا يقبل مني آلاف الجنيهات، فأسأل الله أن يتقبل مني ومنكم جميعا..
سيودع كل مزايد ما زايد به غدا في حساب ابنتنا رقية على فوري 92181
وسألتقي صاحب السعر الأعلى لأسلمه الساعة مبارِكا له، عسى أن ينظر الله لصنيعنا هذا نظرة رضى فلا يسخط علينا بعدها أبدا.
لا أرتدي الساعة فلم تعد مِلكا لي، بل صارت مِلك حملة إنقاذ حياة رقية | Save Roqaia ❤️

ويعلق “نصار” فى منشور منفصل اخر و بفرحة غامرة :
هذه بضاعتنا رُدت إلينا..
أمس كان لقائي بـ سليمان العربى وهو المُزايد الثاني على ساعتي، فالأول الأعلى سعرًا بـ 30.000 جنيه رفض استلامها وتبرع بالمبلغ ” ما شاء الله ” وكذلك فعل كل المزايدون حتى بلغ مجموع ما أودع لرقية ثمنا للساعة 165.000 جنيه، أو يزيد فوقه.
المهم..
التقينا، وذهبنا لفرع فوري، وأودع وديعته 20.000 جنيه
ونزعت الساعة عن يدي، وألبسته إياها..
تسامرنا
وطعِمنا، واحتسينا الاسبرسو
ثم رمِلنا إلى السيارة، فإذا حان الوداع قال: أهديك هدية هي من أعز من أملك، على أن أشرط عليك شرطا.
قلت: نعم.
قال: ألا تؤول الهدية إلى غيرك بالبيع ولا تُهدى ولا تُوهب، ولا تُتملَّكُ إلا بعد موتك لورثتك، وهذا شرطي.
قلت: أعدك.
فنزع الساعة عن معصمه وألبسنيها.
وقال قد تملكتُها تملكـًا كاملا وحزتها حيازة كاملة واهديتك إياها عن رضا وطيب خاطر..
وانصرف
وتركني أبكي كالأطفال في سيارتي..