قبل ساعات قليلة من بداية شهر رمضان، فاجأني أحد الأصدقاء، أن قناة اقرأ الدينية قامت بإنتاج مسلسل سيت كوم كوميدي، وستعرضه في الشهر الكريم، في البداية لم أهتم أنا أو من معي على المقهى بما قاله صديقي المشهور بيننا بمقالبه وكثرة مزاحه، واعتبرنا أن ما قاله ما هو إلا مزحة من مزحاته المحبوكة، خاصة ونحن في بداية اليوم الأول من شهر إبريل الذي اعتاد فيه كثير من الناس – وهو منهم – اختلاق الأكاذيب كدعابة، وبادرته ضاحكا “كل إبريل وأنت طيب”، لكن عندما شعر صديقي بعدم اكتراثنا بما يقول، انتفخت أوداجه، وفتح تليفونه المحمول على بعض مواقع السوشيال ميديا، التى تناقلت الخبر، فبادره أحد الجالسين بجدية شديدة وموجها حديثه لنا جميعا: سوشيال إيه يا عمنا؟! ده الكذب والتلفيق فيها أكثر من الحقيقة، شوف لك لعبة غيرها .. عندها كاد صديقنا صاحب الخبر أن يفقد أعصابه، ونظر إلينا في تحد واضح، ثم عبث قليلا في تليفونه المحمول مرة أخرى، مستجيرا بمحرك البحث الشهير “جوجل” وكتب أمامنا بعض الكلمات، فظهرت لنا عشرات الأخبار والبوسترات في مواقع صحفية كثيرة وكبيرة، نثق جميعا في مصداقيتها، وكلها تؤكد الخبر، ” يجعله عامر .. مسلسل سيت كوم كوميدي اجتماعي قيمي لأول مرة على قناة اقرأ”، ووسط دهشة جماعية، بدأنا ننظر إلى بعضنا البعض، ولسان حالنا يقول .. هو إيه اللي بيحصل؟!.
أخذنا الحديث إلى موضوعات أخرى، ولكن ظل موضوع المسلسل يشغل تفكيرنا جميعا، وقررت أن أتابع وأتأكد بنفسي، لعلها تكون حملة صحفية تسعى إلى عمل فرقعة إعلامية للفت النظر إلى برامج القناة المعروفة والمتوقعة من قناة دينية في موسم ديني هو الأهم لها ولغيرها من القنوات، لكن بعد بداية عرض المسلسل، وبعد مشاهدتي لعدة حلقات، اكتشفت أن القناة قررت بالفعل تقديم محتوى مختلف، قررت من خلاله اجتذاب واستهداف جمهور آخر، لتقدم إلينا القيم الأخلاقية والاجتماعية الراقية في أسلوب درامي وكوميدي جذاب، بشكل غير مباشر، وبنجوم معروف عنهم الالتزام، كالفنان صلاح عبدالله، ونورهان، وإنعام سالوسة ومفيد عاشور، ومجموعة رائعة من النجوم الشباب، وهو تحول كبير في منهجية القناة التي تبحث لها عن أرض أوسع وأرحب في التواصل مع الجمهور، أتمنى أن تواصل القناة رسالتها، وتثبت للناس أن الدراما الاجتماعية ما زالت بخير.. شكرا لكل صناع العمل..شكرا قناة اقرأ و.. “يجعله عامر”.