ريما ( عندما تكون السينما أقوى من الواقع ) أردت أن أبدأ نقدى لهذا الفيلم بهذه الجملة لأن هذا الفيلم قد يبدو لك من الوهله الأولى أنه فيلماً عادياً ينتمى لفئة افلام الرعب ، ولكنك ومع توالى الأحداث ستكتشف انك امام فيلم صنع بمنتهى الدقة والمهارة والإتقان ليناقش موضوع فى منتهى الأهمية وهو موضوع ( التنبؤ بالمستقبل ) ، فهنالك ما يمكن أن يطلق عليه الإدراك الحسى الخارج عن نطاق الحواس وأول من تناول دراسة هذه الظاهرة هو العالم الألمانى رودلف تستشنر ، وأطلق عليها مصطلح E.S.P المنسوب مجازاً إلى ( الحاسة السادسة ) التى تشمل : الاستبصار ، التخاطر ، قراءة الأفكار ، الإستشفاف ، التنبؤ… إلخ ، وكذلك أيضاً مما أثبته العلم الحديث أن مخ الإنسان يحتوى على ساعتين داخليتين تتنبآن بالمستقبل القريب ، وفقاً لبحث جديد من جامعة كاليفورنيا بيركلى ، نشرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية نقلاً عن الدورية العلمية لـNational Academy of Sciences الأميركية ، ومما لا شك فيه أن فيلم ريما قد تناول هذا الموضوع من جانب شيق وممتع وأقرب إلى التصديق لأن هناك العديد من الأشخاص والأحداث التى نقابلها فى حياتنا تشبه تماماً ما رأيته فى هذا الفيلم ، ومع تحفظى الشديد على كثرة الفلاش باك والذى قلل من نسبة إستمتاعى وإنغماسى فى أحداث الفيلم لكننى وجدت نفسى مستمتع بالفيلم جداً ولا أريده أن ينتهى بدون أن أعرف نهاية الأحداث ، مثلى مثل كل من كانوا فى صالة العرض ، ورغم أن هناك العديد من الأعمال الفنية التى تناولت هذا الموضوع ، ولكنها لم تكن بنفس درجة مهارة وإتقان وإمتاع هذا الفيلم لذلك قلت فى أول حديثى عندما تكون السينما أقوى من الواقع ، ومازلت مصمماً على رأيى أن الفتاة الصغيرة ( ريم عبد القادر ) التى لعبت دور ريما وقامت من قبل بدور شيراز الخضراوى فى سلسلة ما وراء الطبيعة أدائها التمثيلى يفوق الوصف وتتفوق كثيراً جداً جداً جداً على فنانات نراهم مفروضين علينا فى أعمال فنية كثيرة بل ويقومون بدور البطولة لهذة الأعمال وهن عديمات الموهبة مقارنة بطفلة صغيرة مثل ( ريم عبد القادر ) ، وكذلك جميع نجوم العمل كانوا متفوقين على أنفسهم ، وخصوصاً النجم ( محمد ثروت ) الذى تألق فى دور بعيد تماماً عن الكوميديا مما يثبت أنه ممثل قوى وقادر على أداء كل الألوان الدرامية بنفس القوة ، وكذلك الفنان ( إيهاب فهمى ) والذى قلت عنه من قبل أنه من الممكن أن يملأ الفراغ الذى تركه حسن حسنى ولطفى لبيب بشرط أن يقدم أعمال كوميدية قوية أيضاً ، أما الفنانة ( هالة فاخر ) فلا تحتاج لتقييم فهى عندما تقدم أعمال تظهر إمكانياتها الفنية تكون بارعة ورائعة بكل المقاييس ، وكذلك التصوير والإخراج والموسيقى التصويرية التى تشمل على تواشيح فى منتهى الروعة متماشيه تماماً مع جو وأحداث الفيلم ، أنا شخصياً سعيد بهذا العمل وأتمنى المزيد والمزيد من هذه الأعمال الجميلة البعيدة عن التفاهه والإسفاف والإبتذال ، وبالتوفيق والنجاح دائماً لكل القائمين على هذا العمل المتميز وعلى رأسهم منتج العمل المحترم عمرو طنطاوى .