60 يوما متواصلة من الرعب والفزع تعيشها أسرة مصطفى بحيري، القاطن في قرية دمنهور الوحش بدائرة مركز زفتى بمحافظة الغربية، في انتظار مَن ينقذهم من الحرائق، مجهولة المصدر التي التهمت أثاث منزلهم؛ بل تتطور الأمر إلى اشتعال النيران في الأطفال والزوجة.
اشتعال النيران في شقة لمدة 60 يوما
في إحدى زوايا شقة سكنية بالطابق الثالث من منزل مكون من 3 طوابق تجلس مريم عادل، زوجة مصطفى بحيري، البالغة من العمر 22 عاما وهي تفكر في المصيبة التي ألمت بها وبأسرتها التي تتكون من 3 أطفال “ياسين ونور وآية” علي التوالي، يتراوح أعمارهم من 4 سنوات إلى 6 سنوات، حيث احترق أثاث شقتها بعد زواج دام 7 سنوات.
وتقول: “فوجئت منذ شهر نوفمبر باشتعال النيران داخل حجرة نوم الزوجية وانبعاث أدخنة من داخل الدولاب والتهمت النيران جميع محتويات الغرفة وبعد ساعتين اشتعلت النيران مرة أخرى في غرفة نوم الأطفال، وفي المرة الثالثة اشتعلت النيران في جميع محتويات الشقة وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق وإخماد النيران”.
اشتعال شقة والدة الزوج
وتابعت: بعد تجدد الحرائق في شقة الزوجية وتفحمهما قررت أنا وزوجي وأطفالي الثلاثة الانتقال إلى الشقة المجاورة لشقتي وهي شقة حماتي، وأضافت: فوجئنا في الساعة الثانية صباحا بانبعاث دخان كثيف واشتعلت النيران بحجرة بمنزل حماتي وتكرر الاشتعال بنفس الحجرة بعد ساعة وتكرر بحجرة أخرى، وآخر مرة اشتعلت النيران في مرتبة ينام تحتها زوجي وتم إنقاذه.
وتابعت: بين حين وآخر تشتعل نيران مجهولة في الشقة وشقة حماتي؛ الأمر لا يتوقف على ما تعيشه الأسرة من فزع ورعب لأسابيع، بل الخسائر طالت أثاث المنزل والأموال وكل نفيس وغالٍ يمتلكونه، الأمر الذي دفع الأسرة باكتفاء بترديد الأدعية والأذكار، وانتظار ما ينقذهم من “المجهول”.
النيران ملازمنا في كل مكان.. اشتعال شقة الشروق
وأكدت مريم أن النيران لم تترك جانبا في الشقة إلا وضعت بصمتها عليه، حيث إنهم يحافظون على الصلاة وقراءة القرآن وترديد الأدعية، ما دفعهم إلى نقل ما تبقى سليما لديهم من مراتب وسجاد وملابس إلى منازل الجيران، والاكتفاء فقط بترك الأثاث في مواجهة النيران، قائلة “النيران ملازمنا في كل مكان”.
وتقول مريم إن زوجها يعمل سائق لودر في القاهرة، وبعد تجدد الحرائق في شقة الزوجية وشقة والدته قررنا الانتقال واستئجار شقة سكنية في محل عمل زوجها في مدينة الشروق، وبعد عدة أيام فوجئنا باشتعال النيران داخل الشقة دون معرفة مصدرها، حيث تشتعل النيران وتزداد داخل “دولاب” إحدى الغرف، حتى تناثرت في كل أرجاء المنزل وتفحم أثاث الشقة كاملا حتى امتدت للنوافذ والأبواب والأسلاك الكهربائية وتفحمت بأكملها، الأمر الذي دفع صاحب العقار إلى تحميلهم المسئولية عن الحريق ونفقات دهانات وإصلاح الشقة.
وأضافت: “الشقة لما ولعت مكنش معانا حاجة نلبسها والشقة تفحمت بأكملها وقام أهل الخير بنقلي ومساعدتي في العودة إلى قرية دمنهور الوحش بدائرة مركز زفتى”.
وتابعت: “عقب العودة إلى شقة الزوجية في زفتى بعد تفحم شقة الشروق، تجددت النيران في الشقة”، مشيرة إلى أن النيران اشتعلت في إحدى المراتب أثناء نوم زوجها وفي سرير أطفالها لولا العناية الإلهية أنقذتهم.
اشتعال النيران في مريم وطفلتها آية
المأساة لم تتوقف بعد، خاصة بعد اشتعال الحرائق مجددًا التي بدأت منذ ما يقرب شهرين وتفحم 3 شقق سكنية؛ بل تتطور الأمر وبدأت النيران تشتعل في مريم، فضلا عن اشتعال النيران في طفلتها الصغيرة “آية” التي تبلغ من العمر عامين وتعاني من مرض السكر، هكذا قال مصطفى بحيري، زوج مريم، خلال رواياته وتفاصيله عن الواقعة المثيرة للجدل.
وتابع: حرائق غامضة، اشتعال النيران في زوجتي وأطفالي أثناء نومهم بشكل مفاجئ، حيرة وقلق ورعب خيم على الزوجة وأطفالي الثلاثة، مضيفا أنه في إحدى المرات وأثناء قراءة القرآن الكريم شعرت بحرارة في قدميها وبفحص الأمر تبين أن قدميها مشتعلة: “لقيت رجليها مولعة”؛ ما أصابها بحالة من الرعب والفزع ودخلت في نوبة انهيار عصبي.
وأكد الزوج أن النيران ملازمة زوجته وطفلتها آية في كل مكان في أثناء الوضوء، وأثناء النوم وأثناء الحركة: “في حاجة غريبة مش طبيعية ربنا يأذي اللي بياذينا”
جن طائر ملازمنا في كل مكان
توصلنا مع عدد كبير من المشايخ لتفسير ما يحدث، البعض أكد أن أن الجن هو ما يتسبب في كل ما يحدث داخل المنزل، وأن هناك “جن طائر” ملازمنا في كل مكان، هكذا تقول مريم.
وعن كواليس النيران التي تتطاير داخل المنزل أوضحت مريم أنه في أثناء الاستماع إلى آيات القرآن الكريم على الهاتف المحمول الخاص بها مع أحد أقاربها ويدعى “رضا” فوجئت بدخان وتآكل النيران في ظهرها واشتعال النيران في ملابسها في أوقات غير محددة، ما أصابها بحاله إغماء: “ظهري ولع 4 مرات وقلبي كان هيقف من الرعب”.
حراسة مريم عند النوم من النيران
وأضاف مصطفى بحيري أنه عند نوم زوجته لا بد من وجود سيدات من أهله سواء والدته أو أحد اقاربه يجلسن على عتبات الشقة في حراسة زوجته؛ خوفا من اشتعال النيران مجددا فيها، وأملا في استيقاظها والركض بعيدا عن مصدر النيران.
الحرائق ليست لها موعد محدد “ليلا.. ونهارا”، حيث أحضرت الأسرة أثاثا جديدا للشقة، ووجدوا النيران تشتعل فيه من جديد حتى امتدت، والتهمت جميع محتوياته، ولم يعدوا يملكون أي شيء، وفقا لما قالته مريم.
استغاثة مريم وزوجها بشيخ الأزهر
واستغاثت مريم وزوجها مصطفى بالدكتور الطيب شيخ الأزهر بضرورة إرسال لجنه من الأزهر، واتخاذ الإجراءات الصحيحة لتوضيح الموقف وإنقاذهم من مصير مجهول بدلا من العيش مع الخرفات والوهم.
