دقت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل في قرية “طبهار” مركز إبشواي بالفيوم، رن هاتف (م. ع. ن) موظف بالمعاش، ليستيقظ من نومه في روع وخوف شديدين، يمسك بهاتفه فوجد رقم مجهول، فتح الهاتف وكانت الفاجعة.
فوجئ الحاج “محمد” 62 عاما، بمتصل من عائلة زوج ابنته يبلغه بأن ابنته قد ماتت، نزل الخبر عليه كالصاعقة، وعلى الفور ارتدى ملابسه وأمسك بعصاه متجها إلى منزل بنته الوحيدة والتي تقطن على بعد ثلاثة كيلو مترات منه، وهو في الطريق يتسلل الشك لقلبه وظن أن هناك سر كبير، فكيف لابنتي التي تتمتع بصحة جيدة تموت في يوم وليله هكذا؟.. وزاد الشك عندما علم بأن زوجها في وعكة صحية أيضاً.
وأثناء جلوس الأهل حول النار للتدفئة لحين بزوغ فجر يوم جديد وإطلاق “ميكروفونات” المساجد في جميع أنحاء قرية “طبهار” معلنةً خبر الوفاة والدفن جاء ابنها البالغ من العمر 5 سنوات ملقيا نفسه في حضن جده وقال له: “بابا ضرب ماما وخنقها لحد ما بطلت صراخ وكلام خالص”، هنا تأكد الأب المكلوّم أن الوفاة غير طبيعية لابنته، فتريس الأب من أمره، وأخذ عصاه وجر قدماه اتجاه الطريق الرئيسي للقرية لركوب “توكتوك” ليتجه به إلى قسم شرطة “ابشواي” التابع لمحافظة الفيوم لتحرير محضر بالواقعة، وسرعان ما تحرك رجال المباحث معه، وبالضغط على الزوج اعترف بتفاصيل فعلته، وعلى الفور صرحت نيابة ابشواي محافظة الفيوم بدفن جثمان ابنته التي قُتلت خنقاً على يد زوجها بسبب خلافات أسرية.
تعود الواقعة عندما احتدم خلاف الزوجة والزوج، وقام الزوج بسحلها، وذهب مطمئن القلب إلى عمله والذي يفرغ منه في أوقات متأخرة من الليل، وعند عودته طلب منها إحضار الطعام، ولم يخطر في باله كيد النساء وأحضرت الطعام وغمسته بالسم، ومن بعده الشاي وحلته بالسم أيضاً، وبعد آخر رشفة شاي أظهرت أنيابها، وضحكت بصوت عالي، فظن أنها تضحك كالعادة، وقام بفعلته وسحلها.
وعندما شعر الزوج بإعياء شديد وخر صريعاً على الأرض يقاوم سكرات الموت، فجاءت الزوجة تكايده وتقول له “أنت تفتكر إنك نجيت مني أنا شربتك السم اللي كان لازم تدوقه من زمان وبصقت عليه)، ليتشبث الزوج بقواه وهم ليمسك بها وقام بخنقها حتى الموت.